أرسل أشعارك |
أرسل تعليق |
يمكنكم الآن شراء إسطوانة مدمجة بها كل الأعداد السابقة من مجلة الحركة الشعرية و سيتم لاحقاً إضاقة إمكانبة تنزيل الأعداد كاملة من موقعنا هذا للإستعلام: |
الثقافية تحاور قيصر عفيف | |||||
---|---|---|---|---|---|
محمد نجيم | |||||
الثقافية: ما رأيك في قصيدة النثر ؟ قيصر:أنا لايخدعني التمييز الذي أقامه النقاد بين مختلف أنواع الشعر والنثر . هذا التمييزعقلاني محض ولاوجود له في الواقع. عندي ان الفرق الأساس بين النثر والشعر يكمن في شيئ واحد : الشعر كما النص الديني حمال أببعاد متعددة والنثر محدود في معنى واحد ضيق. |
|||||
الثقافية: هل المستقبل للشعر أم للرواية ؟ ما مستقبل الشعر في العالم العربي ؟ الثقافية: هل نفهم مما تقول أن الشعر يكتب للنخبة فقط ؟ الثقافية: من يستطيع التقاط هذه الكلمات التي تشكل القصيدة ؟ الثقافية: هل من نصيحة توجهها للشعراء الجدد ؟ الثقافية: هل لك أن تخبرنا عن منشورات الحركة الشعرية ؟ قيصر: أشكرك على هذا السؤال لأن الكثير من الشعراء الشباب يكتبون الينا ويسألون . عمدنا لفترة ما الى نشر مجموعات للشعراء الأصدقاء . ولكن مع الأزمة المالية الحالية وتناقص مداخيلنا رأينا أن نتوقف لنستمر في اصدار مجلة الحركة الشعرية . ومع هذا إذا أراد شاعر أن ينشرمجموعته ىفي سلسلة كتب الحركة الشعرية وكان مستعدا للمساهمة في مصاريف الطباعة ربما ساعدناه على ذلك . الثقافية: كيف يستطيع الشعراء الشباب الحصول على مجلة الحركة الشعرية باستمرار ؟
بيان قيصر عفيف الذي افتتح به العدد الأول من مجلة الحركة الشعرية : الكلام على الشعر العربي الحديث يفترض وجود ظاهرة درجنا على تسميتها" الحداثة". وتجربة الحداثة بداية زمان جديد لا قواعد فيه تخضع لسلطانها .كل قصيدة جديدة إبداع جديد، فالتبدل هنا أساس : تبدّلُّ في الأساليب وطرقالتعبير والتفكير. لا قاعدة غير التحولات . ماذا ننتظر منها اذن ؟ كل غريب وغير مألوف ؟فالحداثة مفاجأة تبهرنا برونق جديد. بحركة لا تعرف الثبات . حدودها خارجكل الحدود، ومساحتها خارج كل المساحات ، وتجربتها وسع المدى.الحداثة توتر يؤرقه الآتي ، فتغني :"أنا سيّدُهُ ". ترسم الملامح، والمستقبل نصبعينيها. إن تمردت على الماضي ، فلأن المستقبل يشدُّها نحوه . إن حطمت الحداثة ثورة في تاريخ العرب بدلّت من طبيعة الابداع الشعري ، فازدهرتتجربتها في أوطان عربية قليلة نعمت بالحرية، وبدأتتجارب جديدة، إلا أنالخطر الذي ظل يهدّد الشعر في هذه الأوطان هو اعتباره هامشياً، سطحياً،و أنه يأتي من باب التسلية لا في رأس سلّم الأولويات . هكذا حورب الشعرالحديث بإهماله . الحداثة موقف من الوجود لا يغطي العيوب وإنما يكشفها. لا يُقنِّع التقصيربالنجاح والهزيمة بالنصر، والخيبة بالأمل ، والخواء بالامتلاء. عبّر روّادالحداثة عن هذا الموقف الشجاع وهم يعانون تجربة الانقطاع عن التراثوالانفصال عن السلفية، متحدّين الأشكال الشعرية القديمة ، فابتكروا تفاعيل جديدة، غير الخليلية. ومن بعد الرواد جاء شعراء دفنوا الشكل القديم تماماورفعوا أشكالا لا تتكرر أبدا . خرجوا عن قيود الأوزان والقوافي ، فلم يعد وزن الشعر خارجياً عامود القصيدة وإنما وزنه داخلياً. ترابط كلماته يعطيه موسيقاه . في الماضي لو كُسِر الوزن الخارجي كُسرت القصيدة، كُسِرالكمال ، وغاب الجمال . اليوم لا يكسر الشعر شكلا ولا وزناً . القراءة هي وحدها عامود الشعر، فهي التي تُنصِّب النص ملكاً أو تلقي به جسداً بلا له روح . الشاعر الحديث يسمو باللفظة إلى بهاء الشعر. هذا هو السر الذي يحملنا دانما على ترديد مقولة "الشّاعر الساحر". ساحرٌ يأخذ تجربة من مجرى الأحداث والتاريخ ، فوق الزمان . الشعر زمان فوق الزمان ، ذاكرة الزمان السرية، يومياته الخفية، مفكرته الحميمة. وتأتي الكلمات والصور والقوالب لتسكب المسموع والمرئي في قصيدة تكون صورة للتجربة، تكشف أحيانا عن جوانب من الوجود بما تقوله ، وتكشف أحياناً عن جوانب أخرى بما لم تقله ، وكثيرا ما يكون الذي صمت عنه الشاعر أعمق مما قاله . لذا ربما اعترى الشِّعر الحديث بعضُ الغموض . الغموض يعني أن لا تفسير واحداً ونهائياً . فالحداثة ضدّ الوضوح الذي لا يكشف عن جديد. أما لماذا يصعب علينا أحيانا فهم الشعر الحديث ، فباختصار لأننا مقصّرون في الشأن الثقافي . في الماضي كنا ندرس الشعر لنتثقف . اليوم نعجز عن فهمه إن لم نكن مثقفين قبل قراءته . في النصّ الحديث تركيب خفي وحركة سريّة متواصلة لمجموعة كلمات تترابط في القصيدة الواحدة، وبالتالي لا نستطيع أن نقرأ شاعراً تراثياً بالطريقة نفسها التي نقرأ بها شاعراً حديثاً. هل الحداثة مدرسة شعرية جديدة نؤرخ لها؟ المدارس الشعرية تكون عادة ردات فعل في وجه المدارس القائمة، كما الرومنطيقية ردة فعل في وجه الكلاسيكية، مثلا، وتظل المدرسة قائمة حتى تأتي مدرسة أخرى تتحداها لتُقيم قواعد جديدة للإبداع . لهذا لا نستطيع أن نؤرخ للحداثة، فهي ، و إنبدأت في زمان ، مثلها مثل مركز الدائرة. كل تجربة شعرية جديدة شعاع الحداثة تجربة دائمة البدء، لا تنتهي . الثورة الشِّعرية التي ولّدتها الحداثة خلقت تراثاً جديداً نسميه "تراث الحداثة" . هذا التراث أصيل ، دائم الحضور. أنجرؤ على التنبؤ باتجاه الحداثة؟ لا نستطيع القول أكثر من أنه شريط من المفاجأت . والمفاجأة تعني الضرب على أوتار جديدة أبدا . كل ما يتكرر أو يعاد، مصيره الإهمال والموت . إذن ، ماذا يبقى من احتمالات ؟ سباحة عكس لتيّار؟ لا، فالسباحة عكس التيار مصيرها التكرار. الاحتمال الوحيد أن تبقى الحداثة متيقظة لالتقاط المفاجأة المستمرة في التجربة الإنسانية الشاملة، وصياغتها في لغة جديدة تواكب العصر، بها نحفظ التراث وبها ننقطع عنه . بها نخرج من الفردوس لتمرّدنا، وبها نستعيد بهاءه لحريّتنا. حوار : محمد نجيم |